◄ أنا أعيش حياتي لا حياتك ►

-


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أهلاً فيكم من جديد، عذراً على الأنقطاع لكن لظروف السفر و الترتيب.
تدوينة هذا الأسبوع بسيطه و خفيفه لكن عن موضوع مهم جداً
هذي التدوينة هي نتيجة موقف حصل من كم يوم لكن ثبت عندي قاعدة حياتية مهمة. 
حضروا شاي بالليمون و حياكم.


[ألتقطت الصورة في مدينة سيدني الأسترالية ٢٠١٩]



كنت في مشروع تحسين منزلي مع صديقه و كنا نسولف بعشوائية عشان نضيع وقت و نتسلى، 
تطرقنا لموضوع أنجازاتنا في ٢٠١٩ و أيش اللي ماضبط في العام الماضي و العزم عليه أكثر هذي السنة!
تفاجأت بأن كلانا عندنا قائمة طويله قعدنا نقارنها بغيرنا، على سبيل المثال: فلانه دخلت المشروع الفلاني معنا في نفس الوقت لكن هي أنجزت أكثر!
وبعد موجة الأحباط اللي كستنا، أنهينا التحسين المنزلي بصمت، صوت محمد حماقي في أرجاء الشقه وكفى. 
على سريري ماقدرت أنام، أفكر بالحديث اللي صار بالنهار وكيف هذا الشيء حقيقي أو لاء؟ هل فعلاً خذلنا أنفسنا أو لاء؟ 
توصلت إلى نتيجة أن حنا أجتهدنا، عملنا، خططنا و رتبنا لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. 

خلوني أوضح الفكرة أكثر: 

كثير من الناس تربوا على أن حياتهم تكون في منافسة مستمرة، منافسة دراسة، منافسة عمل، منافسة حياة أجتماعية و إلى آخره
في السابق كانوا الناس يجنون ثمار المنافسة بدون نتائج سلبية أو بالأصح مافيه إفصاح ولا حاجه تبين عن تأثير هالمنافسه وكان التركيز على الأنجاز بغض النظر عن الجانب السلبي اللي تشكل بسبب هذي المنافسة 
حالياً الزمن تغير كلياً، المنافسه صارت أشد و أسوء من قبل و النتائج السلبيه وخيمه جداً و صارت تظهر بشكل كبير على الفرد وعلى المجتمع المحيط فيه من عائلته، أصحابه و حتى الأشخاص اللي تفصله بينه و بينهم أميال و أميال.

مثلاً: (أمل لازم تدرس بجد عشان تصير معلمة لأن قريبتها نورة صارت معلمه)
(أمل لازم تحمل و تنجب طفل ثاني لأن قريبتها نورة تزوجت في نفس فترتها و صار عندها ٣ أطفال)
(أمل تبي تسافر أوربا لأن كل قريباتها راحوا أوربا !!)
طيب هل (أمل) ملزومه تدخل هذي المنافسة؟ هل هي مضطره تعيش القلق، التوتر، الأختلال في التوازن لأنها ما حققت شروط المنافسة؟
في حال ماحققت وفازت بالمنافسه، بيقولون ليه؟ ايش اللي يفرق؟ ايش اللي ينقصها عشان ماسوت مثل فلانه و علانه؟ 

هذا المثال ينطبق على حياتنا الآن و حنا نتابع الكثير من حولنا ونحاول نكون زيهم أو على الأقل نحصل على بعضاً مما يملكون ونسوي بعضاً مما يفعلون و غفلنا عن أهم نقطه وهي أن حياتنا ما ينفع تكون كوبي بيست من حياة غيرنا.
فيه كثير ظروف تحكم و تغير من أسلوب حياتنا و نتائج تصرفاتنا اليومية. 

"أمل" ماتقدر تكون معلمة لأن هذا مو ميولها، "أمل" ماتقدر تنجيب ثلاث أطفال لأن قدرتها المادية أقل و ماتبي تسافر أوربا لأن وجهاتها السياحية مختلفه. 

أحيان كثيرة نبغى نسوي كل اللي يسوونه غيرنا وعندنا رغبة حقيقية من داخل لكن الظروف اللي أحنا نعيشها مختلفه تماما ً عن ظروف غيرنا. 
حياتنا اللي نعيشها من نصحى الصباح إلى المساء مختلفه عن حياة غيرنا اللي يعيشون نفس ساعات يومنا. 
الحياة ماتمشي بالقلم و المسطرة، ماتمشي بجدول وكل يوم تشطب اللي تحقق و اللي ماتحقق.
الحياة تمشي بالدوافع، بالنية الصادقة من القلب، من الرغبة الحقيقية تجاه الأشياء، الحياة تسير بالعمل و الجد و الأجتهاد. الحياة تسير بالقدر و بكتبة رب العالمين. لكن ما تسير على نفس المنهج لكل الملايين من البشر. 
ماينفع أقول فلان لازم يتزوج قبل عمر الثلاثيين أو يؤسس عمل حر قبل عمر الخمس والثلاثيين و يسكن بيت قبل عمر الأربعين. 
ممكن ننجز كل اللي كنا نتمناه في عمر العشرين بس لما نبلغ الثلاثين، لأن الظروف الحياتية مختلفه عن سابقه، الأمور اللي كانت تحكم حياتنا مختلفه الآن . 
الأنسان ماله تاريخ صلاحية، العمر مجرد رقم لكن مايحدد سير حياتنا. مثلاً إذا عديت الثلاثين ما أقدر أدرس أو إذاعديت الأربعين ما أقدر أنجب أطفال!
هذي كلها مفاهيم خاطئة لازم نتجاوزها عشان نكون مرتاحين في حياتنا و مانحس بأن حنا في ماراثون. 

في السابق إذا مريت بعائق، أزعل كثير، ألوم نفسي في في أحيان و أحيان ثانيه ألوم اللي حولي. 
لكن كل هذا بدأ يتلاشى مع الإيمان العميق بالقدر و بأن كل شيء في الدنيا يحصل لي هو مكتوب من لحظة ولادتي.
لما أنظر للمتغيرات في حياتي و اللي كنت أعتقد أنها عائق تجاه أمر ما، على أنه قدر مكتوب لي من الله اللي يحبني و يلطف بي و بحالي، يتغير شعوري لا أرادياً من حزن إلى فرح، إلى سعادة. 
صرت مؤمنه جداً بأن كل شيء له توقيته المناسب، التوقيت هذا ما يحكمه الناس اللي أنا أعيش معهم ولا نظرتهم للأمور. 
التوقيت هذا تحكمه ظروف حياتي، متغيراتها و قدري من الله. 

أنظروا لأنفسكم، أيش أهدافكم في الحياة، وين تبون توصلون بكرا؟ و وين تشوفون أنفسكم بعد خمس سنوات و أبدأوا العمل عليها لكن لا تخلون منافسة الناس و سباق الزمن يسيطر على حياتكم. 
تذكروا بأن لكل شيء وقته المناسب، الوقت هذا اللي مرسوم لحياتك مو حياة أحد ثاني. 

في ٢٠١٤ قدمت على الأبتعاث و أنرفضت و في ٢٠١٦ قدمت مره ثانيه وتمت الموافقه -الحمدلله- 
في ٣ سنوات تغيرت ظروف حياتي و أشياء أخرى، العوامل اللي سبب التغيير كثيره لكن أنا حصلت على فرصتي في وقتي اللي يناسبني مو الوقت اللي فلان أو فلانه يشوفونه مناسب. 

ماراح أطيل عليكم، تذكروا أهم قواعد الحياة:
- الإيمان بأنفسكم. 
- الإيمان بالقدر و بأن لله حكمه في كل شيء.
- سيحدث كل شيء في وقته المناسب.
- الأنسان ماله عمر صلاحية محدد.
- جداول الحياة اللي يتناقلونها الأجيال، هي جداول بالية و لا تناسب التغييرات الحياتية اللي نعيشها. 
- الجد و الأجتهاد و السعي هي أساسيات تجاه تحقيق الأشياء. 

شكراً لكم على القراءة، ليحقق الله أمانيكم و يمنحكم القوة لتحقيق أهدافكم. أراكم الأسبوع المقبل. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

◀ رحلتي إلى مدينة Gold Coast الأستراليه

-: ✧ أنت مو أنت في رمضان! | أهلاً رمضان ٢٠٢٢ ✧ -:

☜ 8 قنوات Podcast، ستبهجك، تضحكك، وستغير تفكيرك