-: ✧ أنت مو أنت في رمضان! | أهلاً رمضان ٢٠٢٢ ✧ -:
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 183 البقرة
أهلاً بشهر الخير، شهر التغيير، الإحسان للنفس وللآخرين
دائماً ما تكون كثيراً من الخطط والآمال متعلقة بهذا الشهر الفضيل، كأن تقول (سأخسر عشرة كيلو جرامات في شهر، سأقوم الليل في كل ليلة من ليالي رمضان، سأهتم بنفسي أكثر) وغيره من الأمور المتعلقة بالدين والدُنيا.
في الحقيقة لا عيب ولا ضرار في ذلك أبداً. من الطبيعي أن تنبني هذه الحماسة وتكون بشكل أكبر من قبل، لكون رمضان شهراً مختلفاً لا يشبه غيره من الشهور.
هنالك تحفيزات ودعوات مستمرة لأن تضعوا خطط كبيرة ومبالغ فيها، لسبب بسيط: ذواتكم تكون مختلفة، كما أن حصر التغيير في ٣٠ يوم من أصل ٣٦٥ يوم في السنه، يجعلكم تبذلون مجهود وتسعون لتحقيقها بشكل أكبر.
لذا في تدوينه اليوم، سوف أشارك معكم عدداً من الخطوات لاستقبال الشهر الكريم ولزيادة الإنتاجية وتحقيق مساعينا بأذن الله
[الصورة هي لسجادة صلاتي، جلال الصلاة وقرآني من صديقتي الرائعة سُندس (أم رزان)]
حضروا نيتكم بوعي، ودعوها تكون مختلفة
النية بأن يكون رمضان هذا العام أفضل من الذي سبقه، أنو أن تقدموا أعمالكم خالصة لله تعالي وأن تحتفظوا بخيراتها إلى الأبد.
ليعلم الله نواياكم الصادقة. كل شيء أردتم أن تحققوه في هذه الـ٣٠ يوماً سواء صغيرة أو كبيرة، مرتبطة برمضان دينياً أو عدمه.
كل الأعمال الحسنة نفسياً، بدنياً، اجتماعيا تستحق أن تكون لها نية مختلفة كنيتكم بصيام الشهر الفضيل.
[خلال السنوات السابقة، وجدت بأن أعمالي في رمضان حصادها سريع جداً، ونتيجته رائعة عليّ. ما طلبت شيء من الله، إلا وأكرمني الله بتحقيقه.]
لذا وددت أن أشارك معكم عدة نقاط للتحضير واغتنام رمضان لنكون ممن ذكرهم ووصفهم الله في كتابه {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} 170 آل عمران
❋ ❋ ❋ ❋ ❋ ❋
جهزوا عتادكم للجهاد ولقاء الله
كل ليلة نحن نحتاج لمحفزات لكل شيء في الحياة، كـ مساحة تلبي احتياجاتنا للعمل في المنزل، مساحة أخرى لهواة اللعب الإلكتروني وغيره.
كذلك في رمضان نحتاج مساحة جميلة، مرتبه، نظيفة وتظفي الكثير من الروحانية لقضاء الأوقات التي نتواصل فيها مع ربنا الكريم.
لست ممن يخصصون مساحات خاصة ويقومون بالديكور الرمضاني، لم أقم بذلك قط. لكن ما أقوم به دائماً هو التحضير الكامل بنظافة وطهارة بغسل سجادة وجلال الصلاة الخاص بي وتعطيره. وضع قرآني ومسبحتي الخاصة، وعدداً من الأدعية المكتوبة، أقوم بقراءتها مباشرة بعد إنهاء فرضي.
أحرصوا على القراءة من المصحف الشريف بدل عن الأجهزة الإلكترونية ولو في رمضان فقط. أقرئوا القرآن بتدبر وليس فقط لختمه في شهر واحد.
لا تدخلوا صراع جداول القراءة من أجل ختمتين أو أكثر. فليكن الهدف هو [التدبر].
لا تخجلوا بأن تكونوا أكثر حماسة وتقومون بأعمال أكثر من باقي السنة، فالحسنات تتضاعف، والأدعية تستجاب وشهر رمضان مليء بالليالي الفضيلة. أخرجوا الشيخ الصغير الذي بداخلكم في هذا الشهر بكل فخر، فالمقصد هو اغتنام هذا الشهر
❋ ❋ ❋ ❋ ❋ ❋
قليلٌ مستمر أفضل من كثير منقطع
ليكون التركيز على عدد من الأعمال القليلة لكن أن تضمن استمراريتك بعملها طوال الشهر الكريم، أفضل وأثوب بكثير من حصر جدول أعمال طويل، حتماً ستنقطع عن عمل بعضها في منتصف الطريق.
ليكون الهدف في نهاية رمضان أن تخرج بشيء واحد على الأقل لا العدم، أن تكون عباداتك مستدامة
لا ضير في التنويع في العبادات لكن الأهم هو التركيز على التثقيف وبناء عادة واحدة. حتى لو كانت هذه العبادة أن التخلص من الإسراف والتبذير، لا تحصر أعمالك فقط في الصلاة والدعاء.
من المهم أيضاً أن التخطيط لرمضان يكون وفقاً لظروفكم، إن كنتم تعملون، تدرسون، لديكم اختبارات أو متفرغين، حتى لا تضيع خططكم في مهب الريح وتعود عليكم بالشعور بالخيبة وبالتالي عدم الاستمرارية في متبقي الأعمال
❋ ❋ ❋ ❋ ❋ ❋
تخلص من عاداتك السيئة
هذه الـ ٣٠ يوماً هي فرصة كبيرة لأغتنمها للتخلص من العادات السيئة. أو أقلها تلك العادات التي تفسد عليكم خير الحسنات
الصدقة تمحي السيئات وتدفع البلاء. لا تكن حجة استخدام الدفع الإلكتروني بديل عن حمل النقود الورقية أحد الأسباب لعزوفكم عن الصدقة [مؤخراً، اشتركت مع أحد الجمعيات الحكومية التي تقوم بسحب مبلغ بسيط جداً يومياً ويعتبر هذه أحد طرق الصدقة]
لا تسمحوا لـ الغيبة، النميمة، الهمز واللمز بأن تمحي حسناتكم التي قمتم بجمعها في أيام رمضان الكريمة
فرصة أيضاً التخلص من بعض العادات، كالعادات الغذائية السيئة، قلة الحركة والنشاط، الاستماع إلى الأغاني كاستبدالها بالاستماع إلى قصص الأنبياء، قصص الصالحين، قصص دينية، تفاسير القرآن، المحاضرات الدينية.
أبتعد عن العبوس والنفسية السيئة بحجة الصيام، الجوع، أو أنك لم تحتس قهوتك الصباحية. فالصيام لله ولم يجبرك أحد على ذلك. الرجاء التخلص من هذه التصرفات المشينة خاصة في بيئة العمل
❋ ❋ ❋ ❋ ❋ ❋
المشاركة وإسعاد الآخرين
قوموا بدعوة من تحبون على موائدكم الرمضانية. كما لا تقوموا برفض دعوات الإفطار أبداً، بل قوموا بتأجيلها إن لم تكن تتناسب مع جدولكم الحالي.
هذا شهر الخير والبركة، فلتحل عليكم البركة بإفطار الصائمين في منازلكم، وصلة لأرحامكم والتقارب. واستشعروا الأثر النفسي الكبير ونعمة الله بالاجتماعات العائلية على الموائد الرمضانية.
❋ ❋ ❋ ❋ ❋ ❋
التجهيز المسبق لكسب المزيد من الوقت
لا أدعي بأن استغلالي لأيام رمضان يكون ١٠٠٪ على جميع الأصعدة. لكن المحاولات مستمرة. من الأساليب التي أتبعها منذ عدة سنوات: شراء مستلزمات العيد قبل رمضان، وإن كانت هُنالك نواقص فأكتفي بالطلب الإلكتروني.
استمتعوا هذا الشهر بالعبادة، قضاء المزيد من الوقت مع العائلة، العمل له نصيب أيضاً فهو عبادة تؤجر عليها أيضاً. كما أن وضع الروتين اليومي يكسبنا مزيداً من الوقت لعمل الكثير
❋ ❋ ❋ ❋ ❋ ❋
الدعاء يفتح كل الأبواب الموصده
أكثروا من الدعاء وقوموا بقراءة أدعيتكم الخاصة بينكم وبين الله في كل وقت ودونوا طلباتكم من الله، ولا تكتفوا بالأدعية المأثورة.
أدعوا الله بما في صدوركم وبصيغتكم وتأكدوا بأنها مسموعة وإلى الله أقرب، لا تيأسوا
وتذكروا قوله سبحانه وتعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} 186 البقرة
{فَٱسْتَجَبْنَا لَهُۥ وَنَجَّيْنَٰهُ مِنَ ٱلْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُۨجِى ٱلْمُؤْمِنِينَ} 88 الأنبياء
لتقوى ثقتكم بالله وإيمانكم بأنه سيحقق كل ما تدعون به ولو بعد حين
[هنالك الكثير من الأمور، لم يستجبها لي ربي بعد، لكني ما زلت مؤمنة بأنه خبئها للوقت المناسب] الأهم هو صلابتكم الدينية، إن لم تكن حاضرة فهذا الشهر الفضيل هو الوقت المناسب لتقويتها
❋ ❋ ❋ ❋ ❋ ❋
أسأل الله أن يبلغنا الشهر الفضيل وأن يجعلنا من القائمين، العابدين، الفائزين.
وأن يرزقنا جنات النعيم مع أنبياءه وأولياءه الصالحين وأهل بيته الطيبين الطاهرين
تعليقات
إرسال تعليق