❜الناس للناس و الكل بالله ❛

-


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 

طابت أيامكم و أتمنى أن أنجزتوا، أرتحتوا في عطلتكم و قضيتموها بشكل جيد. 
لأن نستعد لترم دراسي جديد للبعض  و سنه دراسية جديدة للبعض الآخر، حبيت أكتب فضفضه بسيطه و سريعة لعلها تكون قريبه لقلوبكم و تساعدكم بالفتره القادمة. 

من زمان عندي إيمان عميق بأن من يساعد الناس، الله يفرج له همه حتى لو بعد حين و يفتح له أبواب سعة رزقه سواء بالمال، بالعلم، بالصحه و غيره. 
الأيمان هذا أنولد مع تربية أمي لي و لبقية أخوتي (ساعدي الناس = الله يساعدك). 
بدأ يكبر معاي هذا الإيمان و أستشعره في كل مره يصعب علي موضوع، مع الدعاء و الصلاه، فدعوات الناس اللي ساعدتهم كانت كفيله بأنها تخرجني من الضيق. 


[ألتقطت الصورة في ٢٠١٨ في مدينة القولد كوست]


روح أسأل قـوقـل! 

كثير ناس مرت بتجارب شيقه و صعبه في الحياه. هذي التجارب هي اللي تخلق شخصية الإنسان و تصقله.
تعلمه الصح من الغلط، تبين له خفايا الأمور و غالباً هذولا الناس هم اللي تكون عندهم خبره أكبر في أمور الحياة.
الناس اللي تطلع من منطقه الراحه و تعالج كل شيء بنفسها، عادة عندهم حس قيادي و يقدرون يمسكون زمام أمور حياتهم بدون مساعدة أحد. 
هذولا ناس محظوظين لأن سنحت لهم الفرصه بأنهم يتصرفون بأنفسهم و يخوضون كل التجارب و يعيشونها بحلوها و مرها، لكن في الجانب الآخر فيه ناس للأسف ما قدروا يمرون بهالنعمه الكبيره. أو ما توفرت الفرصه لهم بأن يخوضون تجارب صعبه في حياتهم و يتعلمون منها.
لأنهم لسنوات أما كانوا أتكاليين أو الظروف ما سمحت لهم سواء أن أهلهم كانوا يحمونهم بشده أو أسباب أجتماعيه و نفسية أخرى. 
هذولا الأشخاص -في الغالب- هم أشخاص كثيرو السؤال، استفساراتهم ما تنتهي و في أحيان كثيره تكون مزعجة.  
كثير أحيان يسألون أسئله بنظرنا غبيه و هبله و إجاباتها بسيطه، ولو راحوا يبحثون بيلقون الجواب بشكل سريع لكن للأسف لأن زي ما قلت ما تمكنوا بأن يكتسب القدرات اللي نمتلكها. 

طيب ليه ننزعج لما يتوجه لنا سؤال من هؤلاء الأشخاص؟ 
هل لو خصصنا دقيقه وحده من يومنا في مساعدتهم جاوبنا على أستفساراتهم، راح نخسر شي؟ 
هل لو إستمرت الدقيقة إلى ربع ساعه، لكن في النهاية فرجنا على مؤمن، هل خسرنا؟ أيش راح نستفيد؟
أيش ممكن يصير لو إختصرت الطريق الطويل لهم بأن أعطيتهم الجواب مباشر؟

-شاركوني رأيكم في صندوق التعليقات في الأسفل

أنا و أنت كنا في يوم من الأيام مكان هذولا الأشخاص اللي كانوا يحتاجون مساعده، في أحيان نلقى جواب و أحيان كثيرة لاء، لذا كنا نبحث بأنفسنا و خضنا التجربه بأنفسنا. 
الحمدلله عن نفسي هذا الشي غذاني بشكل كبير، غذاني نفسياً، أجتماعياً و علمياً. لذا دائماً و أبداً أساعد الأشخاص اللي يطلبون مني شخصياً أو حتى كانوا يستفسرون بشكل عام، لكن عندي جواب، أقدمه لهم بدون تردد لأن برأيي هذا أحد طرق رد الدين و زي ماقلت بالأعلى، ربي بيفرج علي زي ما فرجت على مؤمن. 
ما أكون الجلاد اللي يحاسب الأشخاص، ليه ما يبحثون في قوقل، ليه ما يروحون يقرأون بأنفسهم، ليه و ليه و ليه؟


الواجب + تحمل المسؤوليه 

الرأي الآخر وهو إن ناس كثيره تشوف أن هذا مو واجبها تعطيك إجابات لأستفسارات يفترض أنت تبحث بنفسك و تخلص كل شيء. 
صح ماهو واجبك أبداً لكن من الخصال الحسنه هو مساعدة الآخرين و تفريج همومهم حتى البسيطه منها. 
لو تملك القدره على أن تسهل على أنسان (ص) و تخلي حياته سهله و يسيره، أبذل مجهود بذلك. 

كنت أتكلم مع صديقه بأن ليه ما ساعدتي فلانه اللي سألت عن شيء معين؟
 وكان جوابها (والله أنا تعبت و بحثت وهي تجي تسأل كذا بدون ماتسوي مجهود؟ ماراح أعطيها ع الجاهز) 
كيف حكمت أن فلانه مابذلت مجهود؟ هل كان يفترض أن فلانه تتبع نفس نهجها و تسلك نفس طريقها حتى يبان المجهود؟ و قد تكون صادقه فلانه مابذلت مجهوود وهذا يرجعنا للنقطه اللي فوق بأن حنا مو مخولين نكون الجلاد و نحساب عند تقديم المساعدة. 

فيه جماعة أخرى ما تحب تتحمل المسؤوليه بأنها تعطيك جواب. لأن قد ما يتناسب مع أوضاعك و بالتالي تحس بالذنب لما يسير الموضوع إلى الإتجاه المعاكس. 
وهذا التفسير اللي يضايقني، لأن دائماً و أبداً تقدرون تشاركون تجربتكم الشخصيه مع العالم وكل شخص ياخذ اللي يناسبه و مو بالضروره أنه يتقيد باللي مريتوا فيه حرفياً. 
لأن بديهياً ظروف الناس مختلفه و نتائج الأفعال لهالظروف تكون مختلفه. كل مافي الموضوع هو أن نبين للمتلقي و نوضح تجربتنا أكثر.



أسأل مجرب ولا تسأل طبيب 

أنا مؤمنه جداً بهذي المقوله أيضاً، لأن الشخص اللي خاض السباحة في المحيط هو مر بأمور بينت له جوانب و خفايا المحيط أكثر من الشخص اللي واقف على الشاطئ. 
لذا دائماً و أبداً، أبحث، أقرأ لكن لا تهمل جانب الأستفسار من أصحاب الخبره، أستفسر من الأشخاص اللي سبقوك في المجال لأن عندهم علم غزير و أمور راح تفيدك أكثر من ١٠ مقالات في قوقل عن ذات الشيء. 

بتجربه شخصيه كنت أسأل ناس سبقوني بتجربة شيء معين لكن أما ما كانوا يردون، ما يعطون جواب واضح، إجابات ناقصه أو إجابات غير مفيده. و هذولا الناس كثير في حياتنا و نصادفهم بشكل يومي و تكلمت عنهم فوق + عندهم نحاسة فضيعه و يحبون الشيء بس لهم يتفردون فيه و يتميزون عن غيرهم وهذا موضوع طويل ما راح أتكلم عنه الآن
لكن أهم شيء أن نتذكر بأن رزقنا محفوظ، مكتوب و مقدر لنا منذ الولادة، مساعدتنا للغير ماراح ينقص من أرزاقنا شيء. 
ما كنت أتضايق لما أسأل و أعرف في قرارة نفسي عندهم اللي ممكن يفيدني لكن قرروا البخل فيه، هذا الشيء فادني كثير و صقلني في جانب البحث و توسيع الشبكة الأجتماعيه. 
الأناس اللي بشبكة أجتماعية ضيقه، يخسرون كثير من المتعه بسماع تجارب أكثر وعلى نطاق أوسع و أفضل.

دكتورتي بالجامعه تقول (مافيه سؤال سخيف. السخيف بالنسبه لي هو أكيد مهم و كبير لكم). هذا الشيء جعل أيميلها يتقفل من إيميلات الطلاب و أستفساراتهم لكن بكل محاضره تقول خلصت ١٠٠ إيميل و إلى آخره. و تقولها بسعادة كبيره جداً وأبتسامه مريحة على وجهها. أيش صار لما سوت كذا؟ كانت أقرب دكتورة للطلاب، زرعت محبتها عند الجميع، حصدت الذكر الطيب و الدعوات الطيبة من الجميع. هي أخذت كل شيء رائع و أكتسبت سمعه حسنة لأنها سوت شيء واحد وهو سهلت و يسرت على الطلاب و ريحتهم من عناء البحث. 
مره ثانيه، ما نعرف أيش ظروف الأشخاص اللي يسألون و يستفسرون. لذا المهم أن نعمل الخير و لا نكون جلادين. 


لا تنتظر جزاء ًولا شكورا

في ٢٠١٩ دخلت على أنسانه غريبه على الواتس أب وطلبت مني أساعدها بشيء مهم ومسؤوليتها بحته و بالرغم من أن وقتي كان ضيق جداً لكن ساعدتها باللي أقدر عليه ولما خلصت، أنهت المحادثه بدون كلمة شكراً وهذا الشيء عصبني كثير و رحت أتشكى لصديقاتي، و وحده قالت (أنتي تسوين خير و الجزاء من ربي مو من الناس) وهذا الشيء غيرني فعلاً. 
أنا لما ساعدتها أيش كنت متوقعه منها؟ أيش كنت أنتظر بالمقابل؟ لما يكون العمل خالص لوجه الله، فالمقابل غير مهم أبداً.
مع أن ما نختلف على جانب الذوق و الأدب الأجتماعي وهو شكر من أحسن إليك و مساعدتي لها كن إحسان لكن مو مطلوب نربيهم ونعلمهم الأخلاق الحسنة و عندنا رب عظيم لا يضيع أجر من أحسن عملاً و كله محفوظ و مجازين عليه خير الجزاء 


أنتبه أمامك مساحة شخصية!

متى تكون الأستفسارات و أسئلة الناس مزعجه، لا تطاق و محنا مجبورين على إجابتهم؟ لما تكون ضمن نطاق مساحتنا الشخصيه و في أمور شخصيه. مثل ليه سويتي كذا وعندك كذا؟ كم صرفتي؟ ليش ماسويتي الشيء الفلاني؟
كل هذا تدخل مزعج لأن ظروفي مختلفه عن ظروفك، حالتي الماديه و الأجتماعيه مختلفه عن حالتك لذا مايمنع أبداً تجاهل الأسئله الشخصية، هذا تهذيب للسائل. و مهم أن نضع خطوط و نبين الأمور اللي تضايقنا لما نحب نشارك تجربتنا مع أحد ونرسم حدود للمحادثه خاصة مع الغرباء لأن هذا يحفظ حقوق الجميع. 





الموضوع كبير و يحمل وجهات نظر مختلفه لكن حبيت أشارك معهم فضفضة على السريع 
و أتمنى أن يكون أحد أهداف هذا العام هو تقديم الأحسان، المساعدة للآخرين و أن تكون خالصه لوجه الله تعالى حتى نرى المتعه و البركه في أعمالنا. 

أشكركم من الأعماق على القراءه، و عذراً على الكلام الغير مرتب فهذي تدوينة وليدة اللحظة 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

◀ رحلتي إلى مدينة Gold Coast الأستراليه

-: ✧ أنت مو أنت في رمضان! | أهلاً رمضان ٢٠٢٢ ✧ -:

☜ 8 قنوات Podcast، ستبهجك، تضحكك، وستغير تفكيرك